تعتبر الأنشطة المدرسية جزءا مهما من منهج المدرسة الحديثة ،
الأنشطة المدرسية - أياً كانت تسميتها - تساعد في تكوين عادات و مهارات و قيم و أساليب تفكير لازمة ، لمواصلة التعليم و للمشاركة في التعليم ، كما أن الطلاب ، الذين يشاركون في النشاط لديهم قدرة على الإنجاز الأكاديمي ،كما أنهم إيجابيون بالنسبة لزملائهم و معلميهم .
فالنشاط ، إذن يسهم في الذكاء المرتفع ، و هو ليس مادة دراسية منفصلة عن المواد الدراسية الأخرى ، بل إنه يتخلل كل المواد الدراسية ، و هو جزء مهم من المنهج المدرسي بمعناه الواسع (الأنشطة غير الصفية) ، الذي يترادف فيه مفهوم المنهج و الحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكامل للتلاميذ ، و كذلك لتحقيق التنشئة و التربية المتكاملة المتوازنة ، كما أن هذه الأنشطة تشكل أحد العناصر الهامة في بناء شخصية الطالب و صقلها ، و هي تقوم بذلك بفاعلية و تأثير عميقين .
التربية البدنية :
الممارسة البدنية هامة جداً لتنمية ذكاء الطفل ، و هي ، و إن كانت إحدى الأنشطة المدرسية ، إلا أنها هامة جداً لحياة الطفل ، و لا تقتصر على المدرسة فقط ، بل تبدأ مع الإنسان منذ مولده ، و حتى رحيله من الدنيا ، و هي بادئ ذي بدء تزيل الكسل و الخمول من العقل و الجسم ، و بالتالي تنشط الذكاء ، و لذا كانت الحكمة العربية و الإنجليزية أيضاً ، التي تقول: ( العقل السليم في الجسم السليم ) ، دليلاً على أهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي و الرياضة ، حتى تكون عقولنا سليمة ، و دليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل و الجسد ، و يبرز دور التربية في إعداد العقل و الجسد معاً ..
فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ ، من أهم العوامل ، التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني و البدني،و تكسب القوام الجيد ،و تمنح الفرد السعادة و السرور و المرح و الانفعالات الإيجابية السارة و تجعله قادراً على العمل و الإنتاج ، و الدفاع عن الوطن ، و تعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني و الرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن .
الناحية العلمية :
فإن ممارسة النشاط البدني ، تساعد الطلاب على التوافق السليم و المثابرة ، و تحمل المسؤولية و الشجاعة و الإقدام و التعاون ، و هذه صفات هامة ، تساعد الطالب على النجاح في حياته الدراسية و حياته العملية، و يذكر د. حامد زهران في إحدى دراساته عن علاقة الرياضة بالذكاء و الإبداع و الابتكار : ( إن الابتكار يرتبط بالعديد من المتغيرات مثل التحصيل و المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الشخصية ، و خصوصاً النشاط البدني ، بالإضافة إلى جميع المناشط الإنسانية ) ، و يذكر د . ليفورد : ( أن الابتكار غير مقصور على الفنون أو العلوم ، ولكنه موجود في جميع أنواع النشاط الإنساني و البدني).
فالمناسبات الرياضية ، تتطلب استخدام جميع الوظائف العقلية ، و منها عمليات التفكير ، فالتفوق في الرياضات ، ( مثل الجمباز و الغطس ، على سبيل المثال) ، يتطلب قدرات ابتكارية ، و يسهم في تنمية التفكير العلمي و الابتكاري و الذكاء لدى الأطفال و الشباب.
فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنية السليمة و النشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا و صحة عقولهم و تفكيرهم و ذكائهم
[b]