السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الإنســـان كائن حيّ، خلقه الله سبحانه لعبادته ،،
كائنٌ كتب الله عليه النقص، ومن دواعي ذلك أن تأتيه أوقاتا ً تحزنه، يضيق صدرهـ منها، يكتئب لحظتها! وذلك من الفطرة التي فُطر عليها ابن آدم، حيث قال تبارك وتعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد ٍ "
أي يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة ..
فالمكابدة رغم أن الجميــع يعايشوها، إلاّ أن لكل ِ إنســان ٍ قدرٌ من هذهـ المكابدة، وذلك فيما أرى أنها من رحمة العظيم الرحيم، كيف ذلك؟؟
ببساطة، قليلَ الهمومِ سيعين كثيــرهـ طالما أنه علِم أن هناك من هو أعظم منه مكابدة!
فلو لم يكن هناك تفاوت في ذلك وكان الجميع في نفس المستوى من الهمّ والحزن لإكتفى كلّ شخص ٍ بما يحمل!
ما أردت قوله ..
الإعانة والمعاونة صفتين ملازمتين للإنســان النبيل ذو القيَم الرفيعة، تلك القيَم التي ترفع صاحبها في الدنيا وترفع درجاته في الجنة بإذن الله ،،
فلكل ٍ منا أخا ً أو أبا ً أو أما ً أو صديقا ً وحبيبا ً تأتيه أوقاتٌ يضيق صدرهـ فيها، تتكالب عليه الأمور وتتأزَم أحيانا ً ،،
فلا يجد من يقف بجانبه، يواسيه، يساعدهـ، أو حتى فقط يحسّ بوجود قلبا ً بجانب قلبه!
هنا يأتي دورك كإنســان همومك أقلّ منه، وفرحك أكثر منه ..
هنا يأتي دورك كي تكون البلسم الذي حين يوضع على الجرح يبرى ..
هنا يأتي دورك كي تنثر عليه عطر وردك فتمهّد له طريقا ً يصل به للتفاؤل ..
أعطِه جزءا ً من فرحتك التي تمتلكها، وخذ من همّه ذلك الجزء الذي يريح كاهله!
احتضنه وقت ضيقه فوالله لن تجد في ذلك إلا السعادة في الدارين ،،
اصبر على مشاعرهـ حينما يقسو عليك إن كان قريبك، فبصبرك على ذلك كأنك أخذت ذاك الجزء الذي قبل سطرين وأرحته !
واعلم أن مشاعر الإنســان حين الحزن إن تم احتواؤها فالسعادة رغم احتوائك للألم لن تفارقك ،،
احتوي أخاك في كل موقف ٍ يسوءهـ، فالمكافأة ستأتيك من رب الكون فورا ً وتلك تجربة وليست من محض الخيال ،،