الحكمة من رمي الجمرات يوم الحج

حكمة في رجم شواهد إبليس ضمن أداء مناسك الحج


رمي الجمرات في الحج .. تأكيد لمخالفة الشيطان

رجم شواهد إبليس يعود إلى عهد إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام فعندما أمر الله تعالى إبراهيم الخليل بذبح ولده إسماعيل حاول الشيطان أن يصرفه عن تنفيذ ما أمر به فظهر له في تلك الأماكن الثلاثة التي بها الجمرات الآن وهي جمرة العقبة أي الكبرى .. والجمرة الوسطى .. والصغرى فكان إبراهيم الخليل عند هذه الأماكن يمسك بحصيات ويلقي بها في وجه إبليس مكبراً لله تعالى مستعيذاً به من الشيطان فيسيخ الشيطان عندئذ وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله [ الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون ] .. ونلمح من ذلك أن الحاج وهو يؤدي هذا الركن المهم من أركان الإسلام راجياً ربه متضرغاً إليه أن يقبل منه التوبة وأن يغفر له وفي هذا المقام الكبير مقام الرجاء ويطلب من الحاج رمي الجمرات ليتذكر أن وراءه عدواً ماكراً خبيثاً جُنِدَ لإضلاله وصده عن طاعة الله عز وجل في ظل حذراً منه مع وجوده بالحج وعند عودته إلى مكان معيشته وتلك حكمة مهمة إذ أن الإنسان قد ذُكِرَ بأن معه عدواً يلازمه محاولاً تضليله وإغواءه وإذا ما أدرك المسلم ذلك وفهمه جيداً ولم يغفل عن معرفة عداوته له دائماً في كل موطن ومناسبة يحاول الشيطان الانتصار عليه فيها قال الله تعالى [ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ] وبناء على ذلك تتضح الحكمة من رمي الجمرات فإن الإنسان عندما يلقي بتلك الحصيات السبع على كل جمرة منها فإنما يرجم الشيطان الذي ظهر للخليل إبراهيم في هذا المكان وحاول صرفه عن تنفيذ أمر الله بذبح ولده ولكن الله تعالى عصم خليله من ذلك فنفذ أمر الله وقام يحاول ذبح ولده غير أن الله تعالى فدى إسماعيل عليه السلام بذلك الذبح العظيم الذي أشار إليه القرآن [ وفديناه بذبح عظيم ] تلك هي الحكمة من رمي الجمرات .. والله أعلم